كنت قاعد في اوضتي بسمع تراكات زي عادتي وأنا بكتب قصة جديدة من قصصي، وده كله طبعًا وسط طقوسي الخاصة، بقفل النور، بفتح الايربودز بتاعتي… واشغل تراكاتي على صوت يفصلني من كل اللي حواليا، لكن للأسف كل ده ماكنش بيمنع نسيم البرد المُزعج بالنسبالي انه يتسربلي، وده بسبب ان البطانية بدون أي سبب يُذكر اتشالت من عليا، في نفس الوقت لاحظت ان الشباك بيخبط في بعض، صوت مزيكا هادي للست ام كلثوم اتسرب من السماعة لتركيزي في اللي بيحصل.. شيلت السماعات من ودني ورميتها على السرير وانا ببلع ريقي وبقول:
– هو قصص الرعب هتطلع عليا ولا ايه.
اصل اللي متعرفهوش ان انا كنت بكتب مشهد مشابه للي بيحصل فيا ده دلوقتي، فمعنى انه يحصلي ده مالوش غير معنى واحد.. انهم استجابوا!!
وقتها سمعت صوت موبايلي، اتاري في مسدچ اتبعتتلي.. وقتها مسكت موبايلي وبصيت عليه لقيت مسدچ واتساب مبعوتالي من رقم غريب مكتوب فيها “ليلة الهالوين”
في لحظتها حسيت بحد بيلمس رجلي، شديت رجلي في لحظتها بخوف.. بدأ جسمي ينتفض، مش معقوله ابقى عايش مع المشهد وانا بكتبه، وفي الحقيقة!!!.. اصل القصة اسمها “الهالوين في مصر”.. معنى كده ايه!!.. ان اللي بيحصل معايا ده حقيقي!!.
قومت من مكاني لكن للأسف كنت اتكفيت على وشي وكنت سامع صوت تزيق الباب اتبعة صوت ضحكة مرعبة مميزة في ودني.. الضحكة دي كانت ضحكة من الضحكات المرعبة اللي بسمعها في التراكات بتاعتي، وقتها لقيت حد بيشدني من رجلي.. وشخص تاني مغمي عيني.. بعدها حسيت بضوء بيتسرب لعيني، اتبعه صوت بيقول:
– هابي هالويييين .
بعدها صوت الشخص ده اتكرر وكان صوت اخويا وهو بيقول:
-ايه ياعم عماد، انت نسيت تشيل ايدك عن عينه، بوظت المفاجئة يا أخي الله يسامحك بعد ده كله.
بعدها عماد شال ايده من على عيني وهو بيقول:
– معلش يا عم دود، اندمجت شوية.
رديت عليه وانا متعصب:
-اندمجت ايه وزفت ايه… ايه اللي انتو عملتوا ده!!
لقيت اخويا امير قال:
-هو انت بحبتين الزعيق دول هتنسيني نظرات وشك وانت ميت من الرعب.. وبعدين مانت اللي غلطان، حد قالكل غاية دلوقتي متسجلش نمرة موبايلي التانية؟
-اخاف ايه وبتاع ايه يا مخبول انت، انا اساسا عارف ان الكلام ده مش حقيقي.. وبعدين هو في هالوين في مصر؟
-اه لا ماهو باين عليك ان مفيش هالوين في مصر بأمارة القصة اللي عنوانها منور في موبايلك.. عامتا احنا ماشيين، وهابي هالوييييين.
مسكت الشبشب اللي في الارض وحدفتوا عليه وانا بقول:
-بلا هالويين بلا نيلة يا أخي.. ايه ده!!
اول ما طلعوا اخدت بعضي وطلعت لجدي اقعد معاه شوية في السهرة الحلوة دي، لكنها كانت سهرة هباب لما روحت قعدت معاه شوية وحكيتله على اللي امير هو وعماد ابن عمي عملوه فيا ولقيته بيقولي:
-طب واللي يوريك الهالوين الحقيقي في مصر؟
ضحكت وقولت:
-ايه يا جدي، انت كويس ولا ايه؟
-مجنون انا ولا ايه يا ابن شريف.
-لا يا جدي مقصدش، بس هالوين ايه اللي بتقول عليه.. ده كلام قصص وكده.
-تعالى بس نروح المقابر اللي بعيدة عننا بمحتطيين من هنا وأنا هوريك الهالوين، واهو تطلعلك بقصة.
-مش عارف ليه حاسس انك بتغفلني وعايزني اوصلك القهوة اللي بتقعد عليها مع صحابك تلعبوا عشرتين الطاولة بتوعكوا.
-بقولك ايه متتعبنيش معاك يابني، هتيجي تعالى، مش هتيجي براحتك.
-خلاص يا جدعي هاجي متزقش.
بالفعل نزلت مع جدي ووصلنا المحطة المطلوبة، بعدها بدأنا نخش على المقابر.. الغريب ان المقابر دي اولها قهوة، واخرها قهوة تاني، مش ده المرعب… المرعب ان الناس ممكن تخش تلعب في المقابر عادي بليل، اصل وسط المقابر في زي اضواء خافتة كده تنورلك عشان توصل اخرها اللي بتربطلك بطريق تاني.
اول ما عتبنا عتبة المقابر كنت حاسس ان قلبي مقبوض، في حاجه غلط في المكان زي مابيقولوا.. كنت مركز وقتها مع مقبرة من المقابر اللي كانت مميزة لانها كانت مهدومة بالكامل وهنيجي للمقبرة دي في قصة تاني.. المهم وانا مركز مع المقبرة لقيت راس طلعت منها، وفي اللحظة دي لقيت حاجه سريعة قصيرة القامة جريت عليا خبطتني في بطني وهي بتقول:
-مش هتمسكني يا حسين.
الفكرة ان الراس دي ردت عليه وقال:
-طب والله يا كيرلس مش هسيبك وامسكك.
اتاريهم كانوا طفليين بيلعبوا في المقابر كالعادة وعامليين دوشة، وقتها جدي قومني من الأرض وقالي:
-نفض هدومك نفض، ده انت نيلة خالص، لا وتقولي كاتب قصص رعب.
بعدها كمل على كلامه وقال:
-سامع صوت الترزيع اللي هناك ده.
-اه يا جدي سامع.
لقيته وطى صوته وهو بيقول:
-اهو ده يابني الهالوين.
بلعت ريقي وقولت:
-هو المقابر هنا فيها ناس ميتين بيقوموا بليل ولا ايه يا جدي.
-ايه شغل الافلام ده ياض، ركز مع الصوت وانت هتفهم.
ركزت مع الصوت وكل ما كنا بنقرب من اخر المقابر كان الصوت بيوضح اكتر لغاية ما في النهاية اكتشفت انها اغاني لحمو بيكا وشاكوش والناس دي، فضحكت وقولت:
-هو ده الهالوين يا جدي، والله شكلك جايبني لهنا عشان تتريق عليا وابقى وصلتك القهوة.
بالفعل كنا وصلنا القهوة، فجدي خدني من ايدي زي العيال الصغيرة وقالي:
-اقعد بس واسمع الاغاني اللي شغالة دلوقتي.
-بقولك ايه يا جدي انت شكلك بتتمسخر عليا وانا مش ناقص.. مش انا وصلتك القهوة، انا هقوم اروح.
-ركز بس مش هتخسر حاجه.
ركزت مع الاغاني فعلا لقيت اغنية للست ام كلثوم بتقول:
-املي، حياتي، عنيا.. يا اغلي مني، يا اغلى مني عليا…
كملت وقولت:
-ايوه يا جدي مش فاهم.. ايه الرعب في اللي انا بسمعه ده، ده فن راقي وقديم.
رد عليا وهو مبتسم:
-الرعب الحقيقي يابني في الاغاني الهابطة اللي بتزيد يوم عن يوم والتريندات الخايبة اللي انتو بتقولوا عنها دي، زي شيماء وغيرها.. فكرك يابني زمان الدنيا كانت زي دلوقتي، لا طبعًا، ده لان الفن كان مختلف تماما، شيء راقي تقدر تسمعه، مش بوم طخ وبهوايا وبنت الجيران والكلام الخايب ده.. الرعب الحقيقي يابني في اللي احنا فيه، طول ما الاغاني الهابطة دي موجودة، طول ماحنا هنفضل تحت… وتحت اوي يابني.
-اتصدق ياجدي، كنت دايمًا بفكر في اللي انت بتقولوا، بالذات لما كنت بفكر في الكلام اللي بيتقال.. الدنيا اتغيرت فعلا يا جدي.
-ولسه ياما هنشوف يابني.
وقتها عم محمود وصل، فجدي قالي:
-يالا امشي انت يابني، اديك وصلتني وجاتلك قصة مرعبة اكتر من اللي في دماغك… وافتكر، هنفضل نغرق طول ماحنا عايشين في مجتمع في الاغاني الهابطة دي.
اندرو شريف